الزهراء لنقي في رثاء سلوى بوقعيقيص: سلامٌ من الله عليك أيتها الروح الطاهرة

اغسطس 2, 2014

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أنبياء الله ورسله

من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليهِ فمنهم من قضى نحبَهُ ومنهم من ينتظرْ. وما بدلوا تبديلا. صدق الله العظيم
سلامٌ من الله على رجلة من رجال الوطن…سلامٌ م على رُوحِكِ الطاهرةِ أيتها القائدةُ المؤمنةُ سلوى بوقعيقيص.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا من كنت من المبادرين للخروج في انتفاضة السابع عشر لتقفي أمام المحكمة متحديةً الطغيان وهو في أوج قوتِهِ، ومناديةً بأبناء أمتك ليهبوا هبتك تثبتين أفئدتهم وتبثين فيهم الشجاعةَ واليقينَ والإيمانَ في أيامٍ بلغت فيها القلوبُ الحناجرَ.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا من كنت خيرَ مثالٍ للحقوقي الذي يُهرع إلى نجدة المستنجدين وإغاثة الملهوف بما في ذلك أولئك الذين يخالفونك الرأي والوجهة.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا من كنت خيرَ سفيرةٍ لليبيا في الخارج فأحبها وأحب ليبيا من خلالها كلُّ من التقاها، واحترَمها وازداد احتراما لليبيا كل تحدث إليها أو سمعها.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا من كنت خير زوجةٍ وأمٍّ وصديقة.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا من كنت تُعبرين في سياحتك وأسفارك عن شَوقِ روحِكِ لخالقك وعن أملك أن تزدادي معرفةً وقربا.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا من كنت خير رائد للحوار الوطني، ويا من صبرت وصابرت ورابطت على طاولته تَجمعين ولا تفرقين، تصلين ولا تقطعين، تنادين بصلة الرحم الكبير … رحم هذه الجماعة الوطنية التي قطعها قُطاع الأرحام وقُطاع الطرق.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا من كنت مثالا لجمالِ الجوهر وجلالِ المظهر، فكانت ابتسامتُكِ الرفيعة حاضرة دوما تسقي بذرةَ الثقةِ والأملِ في أنفس الحاضرين.
سلامٌ من الله على رُوحِكِ الطاهرةِ يا ابنة بنغازي البارة يا من حبك لمديتنك لم يتعارض مع حبك لوطنك الأكبرليبيا..سلامٌ عليك يا من أحببتِ ليبيا وأحبتكِ.
أحيانا … كان من يسمع كلاما عنك ممن يعرفُكِ يرى فيك ابنة لها، وكان من يسمعُكِ تتكلمين عنها يرى أنك اتخذتِها أنت أما لك … وأحيانا أخرى، كان من يراك تذودين عنها يشعرْ أنك أمَّا لها، وكان من يسمعك تتكلمين عنها يشعر أنها ابنةٌ لك.
سلوى
كلي ثقةٌ وأملٌ يا سلوى أن دمَكِ الطاهرَ سيشيعُ في ربوعِ ليبيا مِسكاً … لكنه ليس كأي مسك. إنه مسكٌ سيجعلُ كلَّ من يشُمَّهُ يسيرُ على دربكِ … درب التراحم والتلاحم والتكاتف والتآلف والسلام.

الزهراء أحمد لنقي - حفل تأبين سلوى بوقعقيص القاهرة 18 رمضان 1435